فصل: فصل في وصل في مراتب الهداية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والحكمة الأولى في ذلك أنّ الخلق لا يخلو فيهم من عبد يستجاب له في عين ما سأل، فيسري حكم دعائه وبركة عبادته تلك في الجميع، ولهذا ورد: الجماعة رحمة.
وحرّضنا على الصلاة والذكر في الجماعة بأنواع من التحريض رجاء البركتين: الواحدة ما ذكرنا من سراية بركة من أجيب دعاؤه وقبلت صلاته كلّها فيمن لم تقبل صلاته ولم يستجب له في عين ما سأل وبحسب ما أراد.
والبركة الأخرى هي أنّه لو قدّر أن لا يكون في الجمع من أتمّ نشأة تلاوته أو صلاته على نحو ما ينبغي، فإنّه قد يتحصّل من بين الجمع- باعتبار قبول المعبود من كلّ واحد من التالين أو المصلّين بعض ما أتى به- صورة تامّة عمليّة، منتشية من أجزاء صالحة مقبولة، كلّ جزء وقسط يختصّ بواحد من تلك الجماعة، فتعود تلك الصورة التامّة- بحكم كمالها- تشفع فيما بقي من الأجزاء والحصص التي لم تستحقّ القبول، وتسري بركة المقبولة في غير المقبولة سراية الإكسير بقوّته في الرصاص والقزدير، فيقلب عينه، ويوصل بينه، ويرقّيه إلى درجة الكمال الذي أهّل له، فافهم.
لفظة الصِّراطَ: الصراط هو ما يمشى عليه، ولا يتعيّن إلّا بين بداية وغاية، وفي هذه اللفظة ثلاث لغات: الصاد، والسين، والزاي. واختصاصها بالألف واللام هو للعهد والتعريف، وهو أحد أقسام التعريف لأنّ التعريف بالألف واللام على ثلاث أقسام:
أحدها: تعريف الجنس نفسه لا باعتبار ثبوته لما تحته من الأفراد، بل باعتبار ذاته فقط.
والثاني: التعريف باعتبار ثبوت الحقيقة لأحد الأفراد التي تحتها.
والثالث: تعريف الحقيقة من حيث استغراقها وهو اعتبار ثبوتها لما تحتها من الأفراد.
ويسمّى الأوّل تعريف الذات، والثاني تعريف العهد، والثالث استغراق الجنس.
وفي التحقيق القسم الثاني من هذه الثلاثة الذي هو تعريف العهد هو أتمّ الأقسام فإنّ له وجها إلى التعريف الذاتي، وكأنّه لا يغايره من ذلك الوجه، وهكذا حكمه أيضا مع القسم الثالث فإنّه ما لم تسبق للمخاطب معرفة مقصود المخاطب من الأدوات التي يعرّف بها لم يعلم مراده، فكلّ تعريف إذا لا يخلو عن حكم العهد بالاعتبار المذكور.
ولا شكّ أنّ الألف واللام هاهنا لتعريف العهد، فإنّه قد تكرّر التنبيه على ذلك عند ذكر الكمّل من الأنبياء، حيث قال سبحانه: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وذكر التأسّي أيضا بالجمع والإفراد في غير موضع وهو الاقتداء، وبعد تعريفه سبحانه عباده أنّ نبيّه صلّى اللّه عليه وآله يهدي إلى صراط مستقيم، نبّههم وأخبرهم أنّهم إن كانوا صادقين في دعواهم محبّة ربّهم، فليتّبعوه يحبّهم اللّه، وهذا من الاقتداء أيضا الذي هو المشي على الصراط.
قوله: الْمُسْتَقِيمَ نعت للصراط، والمراد بالمستقيم هنا استقامة خاصّة نذكر سرّها وسرّ أربابها، وأقسامهم فيما بعد، وإلّا فما ثمّة صراط إلّا والحقّ غايته، كما ستعرفه- إن شاء اللّه- ولنشرع بعد في الكلام على أسرار هذه الآية على جاري السنّة الملتزمة، فنقول أوّلا:
اعلم، أنّ للهداية والإيمان والتّقى وأمثالها من الصفات ثلاث مراتب: أولى، ووسطى، ونهاية، قد نبّه عليها سبحانه في مواضع من كتابه العزيز، وعاينها، وتحقّق بها أهل الكشف والوجود، فمن ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناح فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وقوله: {وَإِنِّي لَغَفَّار لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا ثُمَّ اهْتَدى} فنبّه بذلك كلّه الألبّاء ليتفطّنوا أنّ بعد الإيمان باللّه والإقرار بوحدانيّته درجات في نفس الإيمان والهداية والتقى ونحو ذلك، وإلى تلك الدرجات الإشارة بالزيادة، كقوله: {لِيَزْدادُوا إِيمانًا مَعَ إِيمانِهِمْ} وكقوله في أهل الكهف: {إِنَّهُمْ فِتْيَة آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً}.
ولمّا لم يعلم أهل الظاهر من العلم هذه الدرجات ولم يعاينوها ولم يتحقّقوا بها، اختبطوا في هذه الأمور، وقالوا: الصفات معان مجرّدة لا تقبل النقص والزيادة، فشرعوا في التأويل، وهاموا في كلّ واد من أوديته.
والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلّ من عند ربّنا وما يذّكّر بعد هذا الإيمان بجليّة الأمر ويستشرف على كنه السرّ إلّا أولو الألباب الذين لم تحجبهم القشور وتعدّوها، فعرفوا كنه حقائق الأمور.
ومن غرائب ما في هذه التنبيهات الربانيّة ذكر ثمّ المفيدة للتراخي والمؤذنة بامتياز ما بعدها عمّا تقدّمها، لئلّا يريبك المحجوب فأين الاهتداء المشار إليه بعد التوبة الإيمانيّة، ثم الإيمان اللازم لتلك التوبة والأعمال الصالحة بتعريف اللّه من الاهتداء إلى أنّ دين الإسلام هو الدين الحقّ بعد بعثة محمّد، وأنّ ما جاء به صلّى اللّه عليه وآله حقّ، وما سواه منسوخ أو باطل؟
وأين الإيمان والتقى المذكوران في أوّل الآية- التي أوردناها تأنيسا للمحجوب الضعيف- من للهداية ثلاث مراتب يقابلها ثلاث درجات من الحيرة التي هي الضلالة مقابلة الدركات النارية الدرجات الجنانيّة ستعيّن لك فيما بعد عند الكلام بلسان الجمع والمطلع- إن شاء اللّه-
وصل من هذا الأصل:
لا شرف في التجلّي المطلق:
اعلم، أنّ في التخصيص المتعلّق بالصراط المستقيم أسرارا منها: أنّ الحقّ لمّا كان محيطا بكلّ شيء وجودا وعلما، ومصاحبا كلّ شيء بمعيّة ذاتيّة مقدّسة عن المزج والحلول والانقسام وكلّ ما لا يليق بجلاله، كان سبحانه منتهى كلّ صراط، وغاية كلّ سالك، كما أخبر سبحانه بقوله- بعد قوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}-: {صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} فنبّه أنّ مصير كلّ شيء إليه: وكلّ من الأشياء يمشي على صراط، إمّا معنويّ أو محسوس بحسب سالكه، والحقّ غايته كما قال: وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ فعرّف سبحانه نبيّه صلّى اللّه عليه وآله ليعرّفنا، فقال له: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} منها بالنسبة إلى غيرها، فهو تعالى غاية السائرين، كما أنّه دلالة الحائرين، لكن لا شرف في مطلقاته التي يرتفع فيها التفاوت، كمطلق خطابه ومطلق معيّته ومصاحبته، ومطلق الانتهاء إليه من حيث إحاطته، ومطلق توجّهه الذاتي والصفاتي معا للإيجاد فإنّه لا فرق بين توجّهه إلى إيجاد العرش والقلم الأعلى وبين توجّهه إلى إيجاد النملة من حيث أحديّة ذاته ومن حيث التوجّه.
ومن صار حديد البصر لاتّحاد بصره ببصيرته وانصباغهما بالنور الذاتي الإلهي ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ، وهكذا الأمر في معيّته الذاتيّة وصحبته فإنّه مع أدنى مكوّناته كهو مع أشرفها وأعلاها بمعيّة ذاتيّة قدسيّة لائقة. وحكم مطلق خطابه أيضا كذلك، هو المخاطب موسى ومن شاء، وشرّفهم بخطابه وبما شاء، والمخاطب أهل النار ب {اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ} وباقي الآيات ولا شرف لهم من تلك المخاطبة، ولا فضيلة، بل يزيدهم ذلك عذابا إلى عذابهم، وهكذا الأمر في إحاطته فإنّه بكلّ شيء محيط رحمة وعلما، ورحمته هنا وجوده إذ ليس ثمّ ما تشترك فيه الأشياء على ما بيّنها من التفاوت والاختلاف إلّا الوجود، كما بيّن من قبل.
فهو سبحانه من حيث الإحاطيّة والوجوديّة والعلميّة غاية كلّ شيء، وقد نبّهتك أنّ علمه سبحانه في حضرة أحديّة ذاته لا يغاير ذاته، ولا يمتاز عنها إذ لا تعدّد هناك بوجه أصلا، ومع ثبوت أنّه غاية كلّ شيء، ومع كلّ شيء، ومحيط بظاهر كلّ ذرّة وجزء منقسم أو غير منقسم، وبظاهر كلّ بسيط من روح ونسبة، ومحيط بباطن الجميع، فإنّ الفائدة لا تعمّ، والسعادة لا تشمل.
وإنّما تظهر الفوائد بتميّز الرتب، واختلاف الجهات والنسب، وتفاوت ما به يخاطبك، وبأيّ صفة من صفاته يصحبك، وإلى أيّ مقام من حضراته العلى يدعوك ويجذبك، وفي أيّ صورة من صور شؤونه ولأيّ أمر من أموره ينشئك ويركّبك، وفي أيّ حال ومقام يقيمك ويثبتك، ومن أيّها ينقلك ويقلّبك، ففي ذلك فليتنافس المتنافسون.
أليس قد عرّفتك أنّ كلّ اسم من أسمائه سبحانه وإن توقّف تعيّنه على عين من أعيان الموجودات، فإنّه غاية ذلك الموجود، ومرتبة ذلك الاسم قبلته، والاسم هو المعبود.
والأسماء وإن جمعها فلك واحد فهي من حيث الحقائق مختلفة، من حيث إنّ كلّ اسم من وجه عين المسمّى، والمسمّى واحد يقال: إنّها متّحدة وإلّا فأين الضارّ من النافع، والمعطي من المانع؟ وأين المنتقم من الغافر، والمنعم اللطيف من القاهر؟
وأين الرحمة والغضب، والغلبة والسبق وما يقابلها من النسب بأحديّة الجمع؟ حفظت على الأشياء صورة الخلاف الذي وصفت به، وبسرّ الإحاطة والمعيّة الذاتيّة الأحديّة حصل بين الأضداد الائتلاف، فانتبه، وإليه يرجع الأمر كلّه، وما حرم كشفه، فلا أبديه ولا أحلّه.
وممّا نبّه الحقّ سبحانه الألبّاء على أنّه في البداية الغاية والطريق المتعيّن بينهما بحسب كلّ منهما قوله بلسان هود- على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام-: إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذ بِناصِيَتِها، فأشار إلى أنّه هو الذي يمشي بها، ثم قال: إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فهم على صراط مستقيم، من حيث إنّهم تابعون بالقهر لمن يمشي بهم، وهذه هي الاستقامة المطلقة، التي لا تفاوت فيها، ولا فائدة من حيث مطلق الأخذ بالنواصي ومطلق المشي، كما مرّ.
ونبّه في الذوق المحمّدي على سرّ هذا المقام بنمط آخر أتمّ، فقال: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، تنبيه منه أنّ الدعوة إلى الله ممّا هو المدعوّ حاصل فيه وعليه إيهام من وجه بأنّ الحقّ متعيّن في الغاية، مفقود في الأمر الحاضر.
ولمّا كان حرف إلى المذكور في قوله: أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ حرفا يدلّ على الغاية ويوهم التحديد، أمره أن ينبّه أهل اليقظة واليقين على سرّ ذلك، فكأنّه يقول لهم: إنّي وإن دعوتكم إلى الله بصورة إعراض وإقبال، فليس ذلك لعدم معرفتي أنّ الحقّ مع كلّ ما أعرض عنه المعرض كهو مع ما أقبل عليه، لم يعدم من البداية فيطلب في الغاية، بل أنا ومن اتّبعني في دعوة الخلق إلى الحقّ على بصيرة من الأمر، وما أنا من المشركين، أي: لو اعتقدت شيئا من هذا، كنت محدّدا للحق، ومحجوبا عنه، فكنت إذا مشركا، وسبحان الله أن يكون محدودا متعيّنا في جهة دون جهة أو منقسما، أو أن أكون من المشركين الظانّين بالله ظنّ السوء.
وإنّما موجب الدعوة إلى الله اختلاف مراتب أسمائه بحسب اختلاف أحوال من يدعى إليه، فيعرضون عنه من حيث ما يتّقى ويحذر، ويتوقّع من البقيا معه على ذلك الوجه الضرر، ويقبل به عليه بما هدى وبصر، لما يرجى به من الفوز به وبفضله ويذكر، فافهم وتذكّر.

.فصل في وصل في مراتب الهداية:

اعلم أنّ الصراط المستقيم له ثلاث مراتب: مرتبة عامّة شاملة وهي الاستقامة المطلقة، التي سبق التنبيه عليها ولا سعادة تتعيّن بها. ومرتبة وسطى، وهي مرتبة الشرائع الحقّة الربانيّة المختصّة بالأمم السالفة من لدن آدم إلى بعثة محمّد صلّى اللّه عليه وآله.
والمرتبة الثالثة مرتبة شريعتنا المحمّديّة الجامعة المستوعبة، وهي على قسمين: القسم الواحد ما انفرد به واختصّ دون الأنبياء. والقسم الآخر ما قرّر في شرعه من أحكام الشرائع الغابرة.
والاستقامة فيما ذكرنا الاعتدال، ثم الثبات عليه، كما قال صلّى اللّه عليه وآله في جواب سؤال الصحابي منه الوصيّة: «قل آمنت باللّه ثم استقم» وهذه حالة صعبة عزيزة جدّا، أعني التلبّس بالحالة الاعتداليّة الحقّة، ثم الثبات عليها، ولهذا قال صلّى اللّه عليه وآله: «شيّبتني سورة هود وأخواتها».
وأشار إلى قول الحقّ له حيث ورد: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ فإنّ الإنسان من حيث نشأته وقواه الظاهرة والباطنة يشتمل على صفات وأخلاق وأحوال وكيفيّات طبيعيّة وروحانيّة، ولكلّ منها طرفا إفراط وتفريط والواجب معرفة الوسط من كلّ ذلك، ثم البقاء عليه، وبذلك وردت الأوامر الإلهيّة، وشهدت بصحّته الآيات الظاهرة والموجودات العينيّة، وصحّ للأكابر من بركات مباشرة الأخلاق والأعمال المشروعة ما صحّ ونبّهت على ذلك الإشارات الربانيّة، كقوله في مدح نبيّه صلّى اللّه عليه وآله: {ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى} وكقوله في مدح آخرين في باب الكرم: {وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوامًا} وكوصيّته سبحانه لنبيّه أيضا بقوله: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا} {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ} فحرّضه على السلوك على الأمر الوسط بين البخل والإسراف، وكجوابه لمن سأله مستشيرا في الترهّب وصيام الدهر وقيام الليل كلّه بعد زجره إيّاه، «ألا إنّ لنفسك عليك حقّا، ولزوجك عليك حقّا، لزورك عليك حقّا، فصم وأفطر وقم ونم». ثم قال لآخرين في هذا الباب: «أمّا أنا فأصوم وأفطر وأقوم وأنام وآتي النساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» فنهى عن تغليب القوى الروحانيّة على القوى الطبيعيّة بالكلّيّة، كما نهى عن الانهماك في الشهوات الطبيعيّة.